[ترجمة: Manga_Killer]
“سأحاول مجددًا”
ابتعد فينسنت، لكن شيرون بقي مكانه وحدّق في الأثر.
جال في خاطر والده أن شيرون لن يفعل شيئًا، لكنه تذكر أدبه واحترامه لوالديه.
انتظر، محدقًا في ابنه، لكن ابنه لم يتحرك.
‘إلى ماذا ينظر؟ في الحصول على الحطب حرّك جسدك بدلًا من عقلك، أمسك فأسك واضرب.‘
على غير حال والده… شيرون وصل قمة الراحة.
اضرب نفس المكان، بزاوية مائلة.
المبدأ صعب الشرح، لكن فهمه سهل.
والمبدأ ذا يتقلّب في ذهن شيرون متطورًا.
“لنجرب الضرب هنا.”
شيرون أشار إلى مكان ضربته قائلًا:”أبي.”
“ممم؟”
“أسقطها بضربة واحدة؟”
“قد تنجح، جرّب.”
كل حطّاب خبير يستطيع إسقاط شجرة بضربات معدودة، باستهداف نقطة الضعف.
“لنر حظّ ابني!”
مع علمه… لم يسخر من ابنه، ففخره لن يتأثر بنجاح أو فشل.
“إن أسقطتها، أريد طلبًا.”
“طلبًا؟”
قلِق فينسنت مفكرًا… ‘أيريد الذَّهاب إلى مدرسة؟‘
“خذني إلى المدينة معك.”
أرعبه الطلب… لكن لم تختلف تعابيره.
“لك ذلك!”
ابتسم ابنه ورفع فأسه.
بعد لحظات، اتسعت ابتسامته… وارتبك والده.
من يرى شيرون يشعر وكأنه يرى شيئًا في الشجرة لا يراه أحد إلاه…
طوّح الفأس…
بهذه الضربة… بدا أنه يضرب نفس المكان، لكنه أمال الزاوية بشكل لن يلحظه عاميّ.
**كرااك**
اتسعت عينا والده مع الصوت الذي بدا كالرعد.
“هذا…”
تصدّعت الشجرة بدءا بمكان الضربة… وسقطت.
“فعلتها!”
لم يصدق والده ما يرى.
ما فعله ابنه يسمّى في مصطلح الحطّابين “ضربة رعديّة”، وتعدّ ضربة خيالية.
‘فعلتها مرة كلما كان البدر أزرق، حظًا.‘
نقطة ضعف… باحتمالية إصابة متدنية بسبب العوامل اللامتناهية التي تؤثر في الضربة…
أكثر الحطّابين فعلوها مرّة، لكن فعلها مرة بعد مرة من المحال.
إن خرجت تحتطب بنيّة إسقاط كل شجرة بضربة… ستيأس قبل سقوط واحدة.
الأمر مختلف عن السيافة… فعندهم طريقة التلويح مهمة.
لم يعلم فينسينت التفاصيل، لكنها حدث دُرس عندهم… ومهما كان المرء موهوبًا، لن يستطيع تنفيذها دون خبرة.
“فعلتها!”
فرح شيرون بالذهاب للمدينة فاق فرحه بما فعله.
“أبي! نفّذ وعدك!”
حار فينسنت، محدقًا في ابنه القافز…
‘ماذا أفعل؟‘
احتار… كيف ينشئ ابنه؟
—
دخلت العربة من البوابة.
فينسنت يقود العربة… وشيرون جالس بين البضائع، يشتعل حماسةً.
‘لم آت مذ زمن.‘
ملاحظًا الناس الجائلين… تسارع نبضه.
‘أمامنا كثير من الوقت.‘
حول شيرون مواد من الجبل كثيرة، جلد للأسلحة، لحم للتجارة، وأعضاء للعطّارين أو السحرة.
الطريق طويل، وعليهم البيع والشراء، ما يستغرق حوالي الأربع ساعات.
حين وصلوا السوق، حمل فينسنت كيس لحم، وقال لابنه: “كن هنا قبل الغروب.”
“لا تقلق، حفظت الطرق كلها.”
“سر في الطريق العام، ولا تتجول في الأماكن المغلقة، وإن سألك أحد عن سبب كونك وحيدًا، فأشر إلى متجر وقل أن والدك داخله.”
“لا تقلق، فلم يحدث شيء المرة الماضية.”
أرعبت والده خاطرة أنه والد مهمل… لكن عليه ما عليه، فعائلته تعتمد عليه، واتفاقه مع شيرون… يستمر، للوقت الحاضر.
حالما خرج شيرون من السوق… وجد أمامه أكبر مكتبة في كريس.
تسارع نبضه… ناظرًا للصرح العظيم.
‘معرفة.‘
أبه كلُّ ما كتب منذ بداية التاريخ؟
طريق إرواء الفضول كان النظر… لكن الدخول محظور على العوام.
خرجت فتاتان من المكتبة بكتب بين أيديهما، وابتعد شيرون عن الطريق.
‘نبيلتان.‘
الأشرار وجدوا في كل مكان، وبين النبلاء، وجد أخيار، لكن حيثما تحدث فينسنت عنهم… تكلم كأنهم غيلان.
‘لا تعارض أو تقاطع.‘
لهم قوة تجعل تحطيم حياة عوام كما التنفس.
‘يستطيعون لكن…‘
شيرون رجّع نظره إليهما…
‘أريد قراءة كتاب فقط.‘
تبع الفتى الفتاتين بهدوء.
‘كيف يعيشون؟‘
لكن البنايات في منطقتهم أثرّت فيه، وجعلته ينكص على عقبيه.
‘أيعيش أناس في هذا؟‘
بين المباني الضخمة… كان مبنى المدرسة أكبرها.
توقف شيرون ونظر إلى اللوحة على البوابة التي كتب عليها: “مدرسة ألفياس للسحر.”
—
[ترجمة: Manga_Killer]
اقرأ من موقعنا، وهنا تجد الإصدارات الحديثة
https://discord.gg/U7CvxUX75n
—
‘سحر‘
كانت الكلمة الوحيدة التي لم يستطع فهمها.
فمع أنها مذكورة في العديد من الكتب، لم يصفها واحد منهم بنفس الوصف.
لو لست ساحرًا، لن تستطيع شرح آلية عمل السحر.
صرخ الحارس به: “ما…! من أنت؟”
ما أثار انتباه الحارس كانت ثياب شيرون المرقعة.
“هذا ليس مكانًا لأمثالك.”
“آسف.”
جرى شيرون بأقصى سرعة… لكن لم ينته الجدار.
‘ما طول هذا الشيء‘
عندها… سمع صوت عجوز.
“لنتحدث عن ماهيّة السحر.”
“لا! أرنا السحر!”
“أرنا الناريّ أيها المدير.”
حدّق شيرون في الجدار.
منتبهًا للشجرة العالية… أدرك أن المدير يدرّس في ظلها.
كانت أصوات أطفال.
لم يستغرب الأمر، فالنبلاء يتعلمون مذ ولادتهم.
“إن أشعلت نارًا هنا… سأتورط. إن أجبتم سؤالي، سأريكم سحرًا ممتعا.”
“ما السؤال!”
بفضول… أصغى من خارج المدرسة.
“ما الموهبة التي تحتاج لتعلم السحر؟”
صمت الجميع.
عدّه صديقنا سؤالًا محوريًا، والطلبة أجابوا.
“الجهد، لن تتعلم كل شيء حتى لو قضيت حياتك كلها.”
مع هذا، وجدت إجابات جيدة، مثل التركيز والذاكرة… لكن لم يوافق المدير على أحدها.
رآه شيرون مبتسمًا ابتسامة العالم.
“مال، تحتاج شراء الكثير لتعلم السحر.”
ضحكوا… وسمعت ضحكة المدير معهم.
‘إن لم يكن الجهد… ولا المعرفة… ولا المال… فما هي؟‘
ثم تحدّث المدير.
“ما عليك أن تملك لتعلم السحر هو الفطنة… وقد تسمّى البصيرة.”
صمت الجميع.
“ما “البصيرة”؟”
تنهد المدير… ثم تحدث: “البصيرة أدق من المعرفة، وأسرع من الجهد.”
“إذن هي السحر المطلق!”
“قد تكون كلامك صحيحًا… لا، بل كلامك صحيح، السحر بدأ بالبصيرة. أتعرف ما ناتج جمع واحد وواحد؟”
“بلا ريب اثنين!”
أجاب الأطفال بصوت واحد… بنبرة استغراب.
“أتعرفون *لماذا* ناتج واحد وواحد اثنين؟”
“همم؟ بسبب…”
لم يجدوا طرف خيط، طريقة، أو كيفية.
ألفياس ابتسم.
“هذا الشعور هو البصيرة، قبل زمن، لم تعرفوا ناتج واحد وواحد. لكن بعد جهد كثير ووقت طويل، تؤكد منها. ألا تعرفون دون تفكير الناتج؟”
شيرون أصغى وتفكّر.
“السحر ينشأ من الصفر، كما علمتم أن الناتج اثنين، دون معرفة الطريقة. لدينا طريقتان للوصول لنتيجة، الأولى بالجهد والوقت، والثانية بالفهم التلقائي لها. لهذا، البصيرة أهم ما يملك المرء لفهم قواعد كثيرة.”
“إذن لا دراسة أو محاولة؟”
“أهذا ما تراه؟ أصبت، هذه الحقيقة.”
عادة، المنطق يكون موافقًا للهوى، لكن في أحيان، يكون منطًقا لأن فهمه سهل.
شيرون أحس بما يشعر به المدير متحدثًا عن الواقع المرير.
“البصيرة ليست شيئًا يكتسب. أفنى كثير من الناس أعمارهم ليثبتوا الاثنين تلك، يوجد أفراد طريقهم دائمًا هو الثاني… وهم الاستثنائيّون.”
“أمي قالت أنني استثنائي.”
“لم تخطئ، كل بشريّ له موهبة، وبصقلها يصل الاستثنائية.”
حينما سمع… ارتبك، آلكل يصل الاستثنائية؟
أويستطيع هو أن يصلها؟
“يا من وراء الجدار، هلّا أسمعتني رأيك؟”
—
اقرأ من موقعنا، وهنا تجد الإصدارات الحديثة
https://discord.gg/U7CvxUX75n
—